شباب الرافدين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب الرافدين

ملتقى شباب العراقيين والعرب


    الموضوع: قلــــــوب و حــــروب

    علاء السعدي
    علاء السعدي
    Admin


    عدد المساهمات : 11
    نقاطي : 18
    شباب الرافدين : 0
    تاريخ التسجيل : 11/07/2010
    العمر : 32
    الموقع : www.shbsbrafden.yoo7.com

    الموضوع: قلــــــوب و حــــروب  Empty الموضوع: قلــــــوب و حــــروب

    مُساهمة  علاء السعدي الأحد يوليو 11, 2010 8:54 am

    [center]

    مع كل صبـــاح كانت هنالك شمسٌ تسطـــع من خلف تجــاعيد
    ذلك الأفــق البعيد وكذلك بدرٌ يتهادى متشحا ً بالسواد وكأنه القمر يكسر ظلمة
    الليل الحالك وكيف لليـــل أن يجتمع بالصباح في آن ٍ واحد ؟...الا أن تلك حقيقة
    كان ذلك البدر (*هدية) تلك المرأة الريفية بذلك الوجه الذي كان يشــع نورا
    ً وضيــاءا ً برغم كل الشقاء الذي تعانيه كان وجهها الوضــّـــاء ينير اركان
    البيت فتعـــّم فيه ِ الحياة مع إقبال كل يوم جديد
    قبل ذلك بكثير قد أعتادت هي أن تجلس من النوم ففي كل نهار لهــا كثير

    من الأعمــال لتنجزهــا ، ايقظت صغـــارهــا لتطعمهم وتزاول اعمالهــا في
    البستان لتعجن الطحين فتصيره خبزا ً أضافة للتنظيف واعداد الطعـــام ،

    هذه ِ هي اعمالهــا التي تضاعفت منذ ان ذهب زوجهــا مع من ذهبوا في حرب السفر برعام1913 ،
    من ذهبوا ولم يعودوا بعدهـــا ابدا ً ، توالت زيارات اهلها و اقاربها وهم يطالبوها
    بالزواج من رجل ٍ آخــر بعدما عُــــد زوجهـــا مفقودا ً، ولأنه من المشين قديمـــا ً
    لأمرأة شابة لم تتجاوز الـ 20 عامــا ً أن تبقى بدون زوج فهــذه ِ أعراف لا يختلف فيها أثنان عند العرب أمــا هي فأضحى ليلهــا همــا ً وأرقـــا ً وهي تفكر في جدية ما يسعى اليه ِ اهلهــا من
    تزويجها حتى لو كان ذلك خلاف رغبتها ، وماذا سيكون مصير أطفالها الصغار الذين
    سُيأخذون منهــا ، كان القدر قد ساق لهــا ذلك الهــم ّ الجديد اضافــة ً لـ هــمْ فقد زوجهــا
    فكانت تعمل بجد ٍ كبير داخل منزلها وكأنها تحاول ان تنسى أحزانها الكبيرة
    التي تكالب على إيقاظها القريب قبل الغريب كانت تحاول ان تقتل تلك الأفكار
    بعمل مثــابر لا يتوقف طوال النهار فلم تكن تعرف للسعادة شكلا ً ومعنى لعل ذلك
    العمل المستمر يجعلها تتناسى ولا تنسى تلك الهموم وامـــا ان
    حــّـــل الليـــل فأذا بها ُتمســـك وسادتهــا التي كانت تتقاسمهـــا مع صغــارها

    فتحتضنهم ليناموا سوية على تلك الوسادة التي كانت تسعهم جميعــا ً،
    نام الصغار وكانوا اربع بنات و وصبي واحــد ، اخذت تنظر أليهم وهم نيامـــى
    بقربهــا وبين أفكــارا ً اخذت تتـــلاطم كالأمواج العاتية هنا وهنـــاك فتأرق نومهــا اتخذت قرارا
    ً بعدم الرضوخ وعدم الإنصياع لمطالب اهلها ولأنها تعلم مسبقا ً ان ذلك القرار سيحرمهـا
    أن تعيش بين اهلها مجددا ً فلــم يكن أمامها سوى ان تغادر لتستقر حيث يقطن اهل زوجهـــا
    وبعيدا ً عن اهلها.... نعم ... ستــُحرم من اهلهــا لكنها لن تــُحرم من اطفالهــا ،
    عاطفة الأمومة اقوى من اي شيئـــا ً آخر ...
    مرت السنين وعاشت مع اطفالهـــا هكذا بعيدا عن اهلهــا حتى عصــفَ بها مرض
    طـرح جسدهــا الذي اشقاه الزمن فأصبح ملازمــا ًللفراش ، اجتمع حولهــا صغارها وببسمـــة هي
    ذاتها تلك البسمــة التي لم تفارقها منذ سنين قالت كلماتها الأخيرة فــ كانت
    مناداة بأسم زوجهـــا... وارخت جفنيها بســـلام ٍ وغادرت روحها الى اعنان السمــاء ...
    لتلتقي هنـــــاك زوجهـــــا ...
    ودعت صغارها وهم بجانبها ... ونادت بأسم زوجهــا
    فيـــا لوفائهــــــــــا فقد كان حتى الممـــــــات ......





    /
    ،
    /
    ،




    * (هدية) قصة واقعية لأمرأة عراقيـــة وقد تتشابه مع
    الكثير من النساءعصفت بقلوبهــم الحروب
    فأضحت تلك القلوب شريــدة مع من رحـــل من
    الشهــــــداء أو المفقـــودين أو ....

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 11:55 am